Friday 24 May 2013

هي وهو


تحبه، فـيتظاهر أنه يعشقها،

تسأل عنه كل بُرهة قبل أن تنام وبعد أن تنام في أحلامها، وهو يرد سؤالها بسؤال آخر من باب المُجاملة،

تعانق ذكراه على وسادتها كل مساء، وهو يُخبئ كل ذكرى لها في جرارٍ قديم يغطيه الغبار، حتى لايكاد يُعرف أين مقبضه،

تسمع لأجله الأشعار لتنتقي أفضل الأبيات التي تليق بمقامه وبحبه في قلبها، وهو يكتفي بالرد البارد عليها: "شكراً" وبابتسامة مُصطنعة يشعر بها الكفيف،

تعيش  العمر من أجله فتعلق آمالها وأحلامها عليه وبه ومعه، وهو يعلقها كميدالية على مرآة سيارته تجمل منظر المرآة والسيارة معاً، كأكسسوار لا أكثر،

تحبه حدَّ الرمق، وهو في المُقابل يحبها كجزءٍ يُمكنه أن يتجزأ من حياته ويُكمل حياته بدونه دون أية عواقب وخيمة عليه،

تَعده أن لاتتركه إلا عند الموت، ويَعدها هو الآخر بذلك،

ولكنــــــــه ينقض وعده دون أن يطرق الموت باب حياته، لــيتركها روح ميتة في جسدٍ حيّ دونه ودون حبه الذي عاشت به كل هذه السنون التي انقضت من عمرها، حتى أصبحت أشبه بسلعة لاتُباع ولاتُستبدل،

يُكمل حياته ويستأصلها من واقعه، فيبني  كل يوم طابقاً في ناطحة سحاب أحلامه حتى يصل بها إلى عنـــــان السماء، وهي يقف عمرها عليه وعند صدمة تخليه عنها، وينهد صرح حياتها الذي كانت تحلم أن تبنيه معه يوماً تلو الآخر، ودقيقة تلو الأخرى،

تعيش وحيدة تترقب نجاحه وازدهار حياته التي كانت تحلم بيوم من الأيام أن تكون هي النصف المُكمل لها وله، لا لغيره من جنس آدم، لكن دون جدوى!

 

فهو لم يعد لها ولم يكن يوماً لها.


 

Sunday 19 May 2013

عذراً لم يتم العثور على إنسان؟!



عذراً لم يتم العثور على إنسان؟!

عندما نرى الطفل في الشام ينادي "ماما" وأمه شهيدة بجانبه لاتجيبه

ثم يذهب بكل براءة ليستجير بأبيه منادياً بأوتار صوت تُلحن الحزن عنواناً أبدياً لها ولكن دون جدوى،

فيبقى الطفل وحيداً بلا مُعين له سوى الله،

ويلحقه في اليوم التالي مئات الأطفال

نصرخ لنقول: عذراً لم يتم العثور على إنسان؟!


عندما تنادي طفلة فلسطين على الشاطئ ببراءة مُخاطبة أباها وكأنها توجه رسالة إلى العالم بأسره فتقول: "أبي
يا أبي! قُمْ لنرجع، فالبحر ليس لأمثالنا!

نصرخ لنقول:عذراً فلسطين وبنت فلسطين معاً فلم يتم العثور على إنسان؟!


عندما نرى النيل يتعكر صفوه يوماً تلو الآخر بفوضى عارمة تملأ أرصفة وشوارع محافظات ((أم)) اعتدنا أن تكون الحضن الدافئ الذي يضمنا بعد أن نضل المسير

نشعر بأسف تجاه مصــــــر لنعتذر منها قائلين: عذراً ((أم الدنيــــــــا)) فلم يتم العثور على إنسان؟!


عندما نرى صباح دمشق يتحول إلى ليل ذو سواد حالك بصواريخ تحجب ضوء الشمس لتعلن غروبها قبل مجيئه،

وعندما تتحول بساتين الشام إلى صحراء فتذبل أزهارها ويجف نداها قبل أن يزين بتلاتها

نتأوه قائلين:عذراً فلم يتم العثور على إنسان؟!

Saturday 18 May 2013

محمد عســـاف وفلســطين وجهتان لعملة واحدة




ابن غزة،  كيف لا أكتب فيك مدونة، وأنت من أرخ لفلسطين بجنوبها وشمالها تاريخاً جديداً بحنجرتك الذهبية المختومة بعشق فلسطين. فلسطين التي اشتقنا لها جميعاً بكل مافيها، فاشتقنا لترابها الطاهر الذي لم تلمسه راحات أيادينا بعد واشتقنا لرياحين حدائقها الباهرة وأشجار زيتونها الشاهقة، التي باتت تُقتلع قبل أن تثمر في بساتين رام الله وحيفا وأم النار وطبريا أنت تترجمها بين أوتار صوتك المخلوقة لحب فلسطين.

عندما غنى محمد عساف أول أغنية بعنوان "ياطير الطاير،" طرنا بين ألحان صوته ودفء إحساسه الوطني الذي لايحتاج إلى فرقة موسيقية تلحن له عندما يبدأ بخطواته الصوتية على سلمه الموسيقي الخاص به، والذي لا أعتقد أن بيتهوفن  قد أدركها عندما وضع درجات السلم الموسيقي الذي تمثل أوجِّ المرحلة الكلاسيكية في الموسيقى.
 

محمد عساف، ابن بلدي الغالي، ربما قد انقسمت فلسطين إلى فصائل عنصرية سياسية تطالب بتحرير فلسطين وبتوحيد كيانها الذي بُعثرت اشلائه منذ فجر التاريخ، ولكن بأغنية واحدة منك موالها قد كُتِبَ باسم فلسطين، وبوقفة شامخة كشموخ حدود فلسطين على خارطة العالم  قد وحدت الجميع، فجميع الفصائل وجميع العشائر نسوا التحيز لجبهة تحرير على حساب أخرى وكان هدفها الأسمى هو بقائك في البرنامج إلى النهاية التي تتوجك وتتوج فلسطين معك أيدول لكل العرب في برنامج المشاهد العربي والغربي على حد سواء "آرب أيدول".


 تحية فلسطينية من بنت غزة وفلسطين معاً إليك يا من أيقظ حب الوطن في عروق دم أتعبتها الغربة حتى أوشكت أن تنسى  ماهو الوطن، تحية إليك رائحتها من عبق شوارع فلسطين العريقة، ومن بنات وشباب وطن بات حبهم لكَ مقترناً بحب الوطن.