Tuesday 9 July 2013

عَبرةٌ من مُقلة أنثى


عَبرةٌ من مُقلة أنثى

مثلٌ فرنسيٌ يقول: "أقصر طريق لأن تربح امرأة هو أن تُضحكها"، مع احترامي لهذا المثل إلا أنه ليس بضرورة أن يكون صحيحاً في كل الأحيان، فكم من صفقة ذكورية قد رُبحها آدم بدموع أغرقت عتبات مُقلة أنثى. أنثى لم تكن تَعي يوماً بأن أحداً ما سيُبكيها، ولكن بكائها كان الخطوة الأولى لطريق الألف ميل الذي ابتدى بعبرة مع رجل قضت دهراً وهي تنتظره لتشاطره حياتَها، وتكمل تكوينها ونصفها الآخر به.

حواء التي يستدرجها رجل يُضحكها، قد يستهويها أيضاً وربما بدرجة أكبر رجل يُعلمها كيف تبكي بحرقة قبل أن تخلد إلى النوم كل مساء لأن في بكائها سيكمُن حبه الدفين بين أزقة قلبها ودهاليز ذكرياتها. اعتدنا أن نقرأ في كل رواية حب عن بطلةٍ تبكي على حبيبها- البطل- يعني أنها تحبه حب لانهائي تماماً كالحياة التي لا تنتهي إلا بالموت وإذا توقفت ضربات نبض قلبها عن الخفقان بغض النظر عن ما إذا كان أضحكها البطل في بداية الرواية أم لا، فالدمعة التي تذرفها أنثى من أجل رجل هي بمثابة الشماعة التي يتمركز حولها حبها كله له وإن صح التعبير عشقها لأنها باختصار لن تبكي على فقدان أو هجران رجل كان لها كأي رجل عابر يمر على أرصفة أيام حياتها.

القلوب تختلف والدموع أيضاً تختلف، فليست كل القلوب قاسية لتحجب دموعها وترتدي زيَّ القوة، وأيضاً تلك الدمعة التي تُذرف من أجل رجل مُختلفة تماماً عن نظيرتها التي تُذرف عند وداع صديق أو فقدان شخص ما إلى الأبد. فلكل دمعة مذاقها الخاص لدى حواء ودموع العشق أقساها ألماً لأنها تُعجن بألم استوطن أوردة القلب الذي سكنه شخص  بعثر أشلائه ودقاته،  فباتت تتهافت عند رؤيته أو سماع صدى همسات صوته، حتى وإن كان في أحلامها.