Thursday, 19 November 2020
Thursday, 5 November 2020
Tuesday, 11 August 2020
.. قفْ على ناصيّة ذكراك وقَاتلْ
وستمرُّ السنون..
وفي لحظةٍ ما، ستصطف طابوراً أمامَ عيّناك كلُّ تلكَ اللحظات التي سيّطرَ عليّكَ فيها شعورُ الهزيمة والاستسلام، بيْدَ أنَّكَ رفعتَ جبهتكَ لأعالي السماء وواصلتَ المسير دونَ تقاعسٍ أو خُذلان بكلِّ نضالٍ وشموخ.
سيلمعُ في ذهنك شريط عمركَ الذي مَضى على عُجالة، وحينها- لذة الفخر- وحدها من ستسيطر على مائدة تلكَ الذكريات؛ بكلِّ ما فيها من أصناف، وسواءً أاستطعمتَ مذاقاتها، أم عافته نفسكَ لمرارتها وخلوها من الطعم، ستكون فخورا.. فخوراً فحَسبْ..
فخرك سيحتل المشهد ويكافأ قرارك الذي امتد لأعوام وعقود لا بأس بها من الزمان لأنّ تكمل مضغ وجبة قدرك، بِكلِّ ما تسلحت به من قوة ومسؤولية، مُنذ نعومة أظفارك النديّة التي رافقتك مِن مهدِّ طفولتك الأول، حتى شاخت معَ طيّات الزمان العاجلة، وحالَّ عليها أحوال عدة؛ ما وُجدت إلّا لتبرهن تبدلَّ الحال، وبقاءَك شامخاً، أصيلاً، أَبيّاً في وجه كل تيّار تكالبَّ عليك، وتهافتت من بعده عليكَ المواسم بخريفها وصيفها وربيعها وشتائها.
وكنتُ "أَنت" مهما تفاوتت الظروف، وتعاقبت الأقدار، يزدادُ نضجكَ كلما ازداد موقد الحياة حرارة عليّك، وتبقى جميلاً بعبقِ تلكَ النكهة التي لن تكونَ إلّا لكَ مُنذ أنّ كنتَ نطفةً في عالم الذّر.
لذا تذكرّ على الدوام لأنّ تعمل من أجلِّ تلكَ اللّحظة، ولا تنتظر مردودها في وقتك الآني، استشرف مستقبلك، وستهون كلُّ تلكَ الدوامة التي لطالما سحبتكَ في موجها المتلاطم حتى ضلَّ مؤشر بوصلتك الاتجاه، ثم قررتَ العودةَ لذاتكَ وتداركتَ أنّ الحياة ما هيَّ إلّا رحلة فناء يُسيرها لطفُ الله وعنايّته فقط، ولا نَجني في الخواتيم إلّا سيرةً عَطرة، وبذوراً لمشاعر طيّبة غُرست في أرواح من حولنا، علّها تُثمر مِن بَعدِنا، إذا كُتِبَ عليّنا الرحيل غفلةً دونَ وداع أخير.
غدير المزيني
Sunday, 9 August 2020
Saturday, 25 July 2020
Thursday, 9 July 2020
Thursday, 18 June 2020
Friday, 5 June 2020
Monday, 18 May 2020
Thursday, 9 April 2020
"درسُ "كورونا
Friday, 27 March 2020
"كُلُّ مُتوقعٍ آتٍ"
Saturday, 14 March 2020
.. اللهُ خيّرُ حافظ
كلمات نبي الله يعقوب عليه السلام، إذا ما أمعنا النظر فيها، هي لم تأتِ من فراغ، فخوفه على ولديه، جعلته يسلم مخاوفه كافة، وفزع قلب أبوته، لحفظ الله، ولا لأحد سواه. ومن ذلك اليقين، ومن تلك القوة الإيمانية الصافية، تحققت أمنيته بعودة ولديه له يُوسف وبنيامين عليهما السلام كما لم يشهدهما من قبل، فأين نحن من ذلك اليقين؟!
وهنا نحن نقف، وحَبذا إذ ما اقتبسنا طيفاً واحداً من قوة اليقين تلك في ظلِّ كل الظروف الشائكة التي نمر بها، لنردد بيقين "الله خير حافظ وهو أرحم الراحمين"، ملتمسين معانيها بالقلب قبل أن تترجمها حاسة نطقنا، فنؤمن بها بكل حواسنا ونستشعر عظمتها ومشيئة الله فوقها، التي لا يضاهيها كائن في هذا الوجود بأسره؛ لنردد: "فاللهم إنك خير حافظ فاحفظنا وإنك أرحم الراحمين".
Wednesday, 4 March 2020
ارحموا مَن في الأرض يَرحمُكم مَن في السماء
تتكاثرُ الصراعاتُ والأوبئة في زمن بات مختلفاً تماماً عما عهدناه في عصور أجدادنا لنسمع بسُلالات لأمراض لم نكن نعي أننا سنسمع بها يوماً ما. فتارةً انفلونزا لطيور، وآخراً لخنازير، ومؤخراً لمرض يتمدد كالفقاعة في قارات وبلاد العالم دونَ استثناء "كورونا"، المتكاثر فزعه بين شعوبنا ومجتمعاتنا كالنار المُتولدة في الهشيم
كلُّ بلاء ـ وإذا ما أمعنا النظرـ في ازدياد مُطرد يحاصرنا من كل حدبٍّ وصوب، فيما يتناسب عكسياً مع مفردات ومشاعر في طريقها للاندثار والانقراض، ولرُبما سنشهدها يوماً مُحنطةً في متاحف من ندرتها؛ وهنا يتربع على صدر القائمة وهذا على سبيل الذكر لا الحصر: المروءة والحياء، والأهم من هذا وذاك مخافة الله ـ وهنا القصد سراً قبل العلن
وجه الشبه بين "كورونا" والظلم، الذي نتنفسه كل يوم ولا كمامة لارتدائها للوقاية منه، حتى بات تلوثه يخنقُ روح العدالة فينا والفطرة السليمة الحيّة التي جُبلنا عليها، يكاد يكون لا يختلف بشيء سوى بتلك الحروف التي تهجأ مفردتا الكلمتين، ولم لا، ونحن نشهد القهر في البيت الواحد وبين أفراد العائلة الواحدة يزداد بمرور الأيام، ويُبهرنا بمشاعر القسوة التي لم نشهد لها مثيل من قبل؛ فهذا هو الأخ يقسو على عضده، وها هي الابنة تتنحى عن لحمها ودمها ببرود جامح، وها هم أولاد العم مواقفهم المتزايدة لا تزيد شيئاً سوى من يقينك بتلك المقولة التي تقول "الأقارب عقارب"، لتؤمن وتُسلِّم بها عن ظهر قلب
وبين هذا كله نختلف في ألواننا ومللنا ورُبما في أجناسنا ونتلاقى جميعاُ عند علامة الاستفهام التالية: أين الرحمة؟ خاصةً إذا ما توجهت بوصلة قلوبنا وأكفنا نحو المولى؛ سائلين إياه بدفع البلاء والأسقام عن بلادنا وأجسادنا؛ راجيين أن تغشانا رحمته التي وسعت كل شيء، وبيْدَ أننا نراها فيما حولنا ونلمسها في كل طريق نسلكه وفي كل درب نتوجه إليه، ما زلنا نقسو ونظلم ونأكل الحق دون أدنى مراعاة لمسكين أو ضعيف أو حتى يتيم، وكأننا نستثني أنفسنا من رحمة عباد الله في أرضه، ثم نستغرب من عدم نيلنا رحمة رب الأرباب، ونندهش بكل هذا السخط الذي يتنزل علينا بل ويستقصدنا؟
دعوةٌ هنالك بين السطور وفي ذيلِّ كل كلمة خُطت للتحلي بالرحمة؛ بدءاً من أن نرحم ذواتنا؛ كيّ يُنظر لنا بعين العفو من رب كريم فيرحمنا ونحن المقصرين المذنبين. ولنُكن ممن قصدهم سبحانه وتعالى وخاطبهم في كتابه بنعتهم بـ "أولي الألباب"ـ أصحاب العقول النيّرةـ ممن ربطوا بين البلاء وتقصيرهم على الفور، وراجعوا صفائح أعمالهم؛ فمسحوا السيئة وأردفوها بحسنة تنعش الروح بين طوابير أعمالهم َّعلى اختلاف مواقفها وتبايّن ردود أفعالهم نحوها، فإنه جل في علاه لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما في أنفسهم
غدير المزيني
Wednesday, 19 February 2020
! مصائبُ قومٍ عندَ قوم فوائدُ
Tuesday, 11 February 2020
اظفر بنفسك .. تربت يداك
بين رتم الأيام المتسارع، نتصارع على حلبة الحياة مع مواقف جَمة، بعضها متوقع وآخر لم نكن نتوقع أن نلتقي فيه في صحائف أيامنا، وبين هذا وذاك تجدنا نساوم ونراهن ونحتار كيف التعامل مع وقعها بشكل يناسب ضمائرنا وما جُبلنا عليه لعقود طويلة من الزمان.
وما أكثر خساراتنا! إذا ما رصدنا ما خسرناه بورقة وقلم، وسجلنا جرداً لكل المواقف التي لطالما مررنا بها ومرت بنا، وفي المقابل أيضاً علينا أن نقر بكسبنا وما ربحناه في تجارة الحياة، وهكذا تأرجحنا في كفتيّ الميزان بين عقائد ومُسلمات لطالما كانت الحبل الذي نربط بها جواد أعمارنا ونشدد به تارةً ونرخي تارةً، للمُضي قدماً أو حتى الرجوع إلى الخلف، لتصحيح مسار أو إعادة النظر فيما جدولناه في مذكراتنا التي سنبقى نذكرها ونعيش على عبقها إلى يوم يبعثون.
لكن الأجدى والأهم بين كل تلك الخسارات والمكاسب، أن نكسب أنفسنا في المقام الأول والأخير، وأن نجعل لها إطار ذهبي عيار 24 لا يصدأ ولا يتغير لونه يحفظها من تيارات الزمان وعدوى الوجوه التي نلتقيها بأشكالها المتغيّرة، وطالما أننا وفي أيِّ موقف- مهما صغر وقعه أو كبر- كسبنا أنفسنا، فسحقاً لكل خساراتنا، وطوبى لنفسٍ عزيزة يرتبط صداها بتردد اسمنا ما حيينا.
وعلينا أن نعيش لنسأل ذاتنا يومياً السؤال التالي: "ما قيمة أن نكسب كل شيء ونخسر أنفسنا"؟
ما قيمة أن نكسب صفقة بهتاناً وزوراً وقد خسرنا مبدأً كنا لطالما نؤمن به إذا ما فرقتنا الطرق ووقفنا على قارعتها، وما تلك الجدوى التي سنجنيها من علاقة كانت لنا كل شيء، ولكنها استهلكت بقايا الروح فهمشتها ودثرت الحياة فيها! وما الفائدة التي سنقدمها لذواتنا قبل الآخرين عندما ندوس على كرامة الحياة بأعيننا ونقبل بحياة لا تليق بنا ولا تمثلنا حتى تجعلنا نتعرف على أنفسنا لأول مرة كلما هممنا للنظر إلى المرآة! أسئلة كثيرة ستتردد علينا وإجابتها مجتمعةً واحدة بأن الكسب الحقيقي هو نفسنا بالطبع وفي أحسن تقويم كما خلقها بارئها، وأيُّ كسب فيما سواها هو مؤقت يزول بزوال مؤثره ثم لا نلبث أن نرثيه.
غدير المزيني