تسأل
عنه كل بُرهة قبل أن تنام وبعد أن تنام في أحلامها، وهو يرد سؤالها بسؤال آخر من
باب المُجاملة،
تعانق
ذكراه على وسادتها كل مساء، وهو يُخبئ كل ذكرى لها في جرارٍ قديم يغطيه الغبار، حتى
لايكاد يُعرف أين مقبضه،
تسمع
لأجله الأشعار لتنتقي أفضل الأبيات التي تليق بمقامه وبحبه في قلبها، وهو يكتفي بالرد
البارد عليها: "شكراً" وبابتسامة مُصطنعة يشعر بها الكفيف،
تعيش
العمر من أجله فتعلق آمالها وأحلامها عليه
وبه ومعه، وهو يعلقها كميدالية على مرآة سيارته تجمل منظر المرآة والسيارة معاً،
كأكسسوار لا أكثر،
تحبه
حدَّ الرمق، وهو في المُقابل يحبها كجزءٍ يُمكنه أن يتجزأ من حياته ويُكمل حياته بدونه دون أية عواقب وخيمة عليه،
تَعده
أن لاتتركه إلا عند الموت، ويَعدها هو الآخر بذلك،
ولكنــــــــه
ينقض وعده دون أن يطرق الموت باب حياته، لــيتركها روح ميتة في جسدٍ حيّ دونه ودون حبه
الذي عاشت به كل هذه السنون التي انقضت من عمرها، حتى أصبحت أشبه بسلعة لاتُباع
ولاتُستبدل،
يُكمل
حياته ويستأصلها من واقعه، فيبني كل يوم طابقاً في ناطحة سحاب أحلامه حتى يصل بها إلى عنـــــان
السماء، وهي يقف عمرها عليه وعند صدمة تخليه عنها، وينهد صرح حياتها الذي كانت
تحلم أن تبنيه معه يوماً تلو الآخر، ودقيقة تلو الأخرى،
تعيش
وحيدة تترقب نجاحه وازدهار حياته التي كانت تحلم بيوم من الأيام أن تكون هي النصف
المُكمل لها وله، لا لغيره من جنس آدم، لكن دون جدوى!
فهو
لم يعد لها ولم يكن يوماً لها.
No comments:
Post a Comment